بسم الله الرحمن الرحيم أخي / أختي أسـعـد الله جـمـيـع أوقـاتـكـم موقع الامام تاج الدين (عليه السلام) يقدم لكــم أجمـل التحايا القلبية وتـقـدم لـشخـصـكـم الـكـريــم اصــدق الـدعـوات بالانـضـمـام إلى أسرتها وتعيش في منزلها وتتمنى لك بالقضاء أحلى وأجمل أوقاتك
بلغ فرعون من الملك والعظمة والكبر ما بلغ، حتى صار ذلك مدعاة له لأن يدعي العبودية لنفسه ويستعبد بني جنسه ﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾، فلما أتاه الكهنة والمنجمون بنبأ زوال ملكه وهلاكه على رجل من بني إسرائيل يوشك أن يولد، كان ذلك كفيلا له، لان يفقد صوابه، ويواجه خطر ذلك المحذور قبل وقوعه، بكل طغيانه، فأمر جنوده وعبيده بالتفريق بين الزوج وزوجته، وأن تحبس الرجال، وتقتل الأطفال، وتعذب الحبالى حتى تضعن ما في بطونهن، فأحدث ذلك في بني إسرائيل مقتلة عظيمة لم يسلم منها حتى الشيوخ!!. لكن إرادة الله تبقى فوق قدرة الإنسان مهما بلغ من الجبروت والقوة.. فقد ولد موسى وهلك فرعون. يبدو أيضا أن لكل زمان فرعون، ولزماننا هذا أيضا فرعون، وفرعون زماننا لا يقل جبروتا واستعبادا وبطشا بالناس، وقد بلغ ما قد بلغه من العلم والقوة والمال والتقدم والحضارة والملك ما يظن أن لن يبلغه أحد، وهذا كفيل له كي يكون المهيمن والمسيطر والمتسلط على الأرض، وعلى رقاب الخلق، لتتكرر القصة، قصة ﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾، التي بموجبها على جميع البشر أن تكون خاضعة صاغرة ذليلة، تحت قبضة طاعته، لا تخرج عن إرادته، لأنه الرب الذي لا تجوز مخالفته. ويبدو أيضا أن لهذا الفرعون كهنة ومنجمون، وقد أتوه بما آتوا فرعون بني إسرائيل، عن نبأ زوال ملكه وهلاكه، وانهيار مملكته على رجل يوشك أن يخرج، ليملئ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت ظلما وجورا، وأن السبيل لمواجهة ذلك الخطر المحدق هو أيضا استئصاله قبل وقوعه. والغاية تبرر الوسيلة.. تفجير هنا، وتفجير هناك، قتل هنا، وقتل هناك، أطفال ونساء، شيوخ ورجال، حرب هنا، وحرب هناك، قصف هنا، وقصف هناك، بيوت ومساجد وقباب، حسينيات وأضرحة، ومشاهد مقدسة، وكل شيء قابل لان يباد من حجر وبشر، وكل ما كان أو يكون، وكل ما له صلة بالمهدي الموعود، حتى اختلطت الدماء بالدماء، واكتظت القبور بالقبور، وكأنه كُتب على العراقيين أن يكونوا حقا كبني إسرائيل. والحجة مكافحة الإرهاب، والطريق خلط الأوراق، والغاية ذلك المهدي الموعود، وسامراء هدف منشود، مكان الميلاد واشراقة النور، بين جوانح الضريحين المقدسين للإمامين العسكريين . هذا ولا زال القصف مستمرا... لكن إرادة الله تبقى فوق قدرة الإنسان مهما بلغ من الجبروت والقوة.. فقد ولد موسى وهلك فرعون. وسبحان القائل: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الاَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَآءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ • وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ • وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الاَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾. والسؤال يتجدد: يا ترى من ذا الذي يستهدفك ويستهدف شيعتك ومراقد آبائك الأطهار يا مولاي؟! هل هم الأمريكان أم شيعة بني سفيان؟ أم هم فرعون وهامان وجنودهما معا؟!. قال تعالى: ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾. ورد عن الإمام الباقر أنه قال: «ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم، فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله قتلاً وصلباً. ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً، ويهرب المهدي والمنصور منها، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك منهم أحد إلا أخذ وحبس، ويخرج الجيش في طلب الرجلين، ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة». اعذروني.. هذه قراءتي، فمع كثرة الدماء التي سالت والأضرحة التي تهدمت، في العراق وفي لبنان وفي كل مكان، لم تعد لتحاليل الصحافة وفلسفة الساسة والجوانب الحسية، من أي قيمة وجدوى تذكر لدي، فقد خرجت عن الإطار المألوف، ولم نعد نحتمل نشرات الأخبار، صوت الانفجارات، والقتل هنا وهناك. اَللّـهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الاُْمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، اِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعيداً وَنَراهُ قَريباً، بِرَحْمَتِـكَ يـا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
عاشق اهل البيت ; توقيع العضو
موسى والمهدي.. وفراعنة آخر الزمان
صفحة 1 من اصل 1
نرجو ان يكون ردك على الموضوع بصيغه جميله تعبر عن شخصيتك الغاليه عندنا (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))